أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن مشروع “نيوم” في السعودية يخطط لإصدار سنداته بالريال لأول مرة في وقت لاحق من هذا العام، بهدف تأمين مزيد من التمويل لمشاريع البنية التحتية المخطط لها للمدينة المستقبلية، التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار، وفقًا لمصادر مطلعة.
وأكدت المصادر للوكالة أن “نيوم” قامت بتعيين عدد من البنوك، بما في ذلك إتش إس بي سي ووحدات الأوراق المالية التابعة لمصرف الراجحي والبنك الوطني السعودي، لتقديم المشورة حول عملية بيع السندات الإسلامية أو الصكوك. وأوضحت المصادر أن السندات ستكون بالعملة المحلية وقد يصل إجماليها إلى خمسة مليارات ريال (1.3 مليار دولار).
ونقلت الوكالة عن المصادر قولها إن عملية بيع الصكوك قد تتم في النصف الثاني من هذا العام، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف السوق لاتخاذ القرار النهائي بشأن التوقيت وحجم الطرح.
ولم تتمكن الوكالة من الحصول على تعليق من أي من ممثلي “نيوم” أو “إتش إس بي سي” أو البنك الوطني السعودي أو مصرف الراجحي.
وأشارت الوكالة إلى أن غالبية تمويل المشروع حتى الآن جاء من خلال ضخ أموال من مالكه، صندوق الثروة السيادية السعودي، الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومع ذلك، بالنظر إلى طموحات المشروع، كان فريق تطوير “نيوم” يبحث عن مصادر تمويل إضافية في الأشهر الأخيرة.
شاهد أيضاً: قائمة أكبر وأشهر قبائل السعودية
وقد حصلت “نيوم” مؤخرًا على قرض بقيمة 10 مليارات ريال من مجموعة من البنوك السعودية، بحسب شخصين آخرين مطلعين على الصفقة. كما حصل مطورو المشروع على قرض آخر بقيمة 3 مليارات ريال لتمويل جزيرة سندالة السياحية الفاخرة في البحر الأحمر.
وفقًا لتقرير سابق من “بلومبرغ”، تقلصت طموحات المملكة العربية السعودية في مشروع “نيوم”، الذي يُعتبر الأضخم ضمن خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد بعيدًا عن النفط، وفقًا لمصادر مطلعة.
كانت السعودية تخطط لأن تكون “ذا لاين”، المدينة المستقبلية التي تتكلف نحو 500 مليار دولار، والتي تشمل ناطحات سحاب متوازية مغطاة بالمرايا تمتد على مسافة 170 كيلومترًا بين التضاريس الجبلية والصحراوية، موطنًا لنحو 1.5 مليون نسمة بحلول عام 2030.
لكن الآن، يتوقع المسؤولون السعوديون أن يستوعب المشروع أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذلك التاريخ، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن المسؤولين يتوقعون الانتهاء من بناء 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030.
نتيجة لذلك، قام مقاول واحد على الأقل بفصل عدد من العمال الذين يوظفهم في الموقع، وفقًا لوثيقة حصلت عليها “بلومبرغ”.
بالإضافة إلى “ذا لاين”، تتضمن خطط “نيوم”، التي تصل قيمتها الإجمالية إلى 1.5 تريليون دولار، إنشاء مدينة صناعية وموانئ ومرافق سياحية، بالإضافة إلى استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 في منتجع جبلي يُعرف باسم “تروجينا”.
وقالت مصادر مطلعة إن العمل ما زال مستمرًا في أجزاء أخرى من مشروع “نيوم” الأوسع، ومع ذلك، لا يزال المسؤولون متفائلين بشأن الأهداف العامة لمشروع “ذا لاين”.
على سبيل المثال، من المقرر افتتاح مشروع تطوير آخر داخل “نيوم” هذا العام لتحويل جزيرة في البحر الأحمر إلى وجهة سياحية فاخرة تُعرف باسم “سندالة”.
وأضافت المصادر المطلعة أن التأخير في مشروع “ذا لاين” يأتي في الوقت الذي لم يوافق فيه صندوق الثروة السيادية بعد على ميزانية “نيوم” لعام 2024.
في تقريرها بعنوان “لماذا اضطر محمد بن سلمان إلى كبح أحلامه في مدينة المرايا؟”، أشارت صحيفة تليغراف البريطانية في 10 أبريل إلى صعوبات واجهتها الحكومة السعودية في جذب المستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى تأثر الاقتصاد بتقلبات أسعار النفط التي تُشكل حوالي ثلاثة أرباع إيرادات ميزانية المملكة منذ عام 2010.
وأفادت الصحيفة بتصريحات خبراء تشير إلى أن الاقتصاد السعودي في عام 2023 شهد عجزا في الميزانية بنسبة تقدر بحوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي… ويتعين رفع أسعار النفط لتمويل استثمارات في مشاريع مثل نيوم. وتشير الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في قلة الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث جاءت الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي جذبتها السعودية في العام الماضي حوالي 11 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو 1% أو أقل من الناتج المحلي الإجمالي.
وتنفذ المملكة استراتيجية تهدف إلى تن diversification مصادر النمو الاقتصادي للبلاد بعيدا عن اعتمادها الشديد على صادرات النفط والغاز. وتحمل هذه الاستراتيجية عنوان “رؤية 2030″، وتهدف إلى زيادة الإنفاق لدفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم الناتج المحلي غير النفطي.
شاهد أيضاً:
سيدة الأعمال السعودية سمية الناصر في سطور
أنماط الملابس التقليدية في المملكة العربية السعودية
أقوى الشركات العائلية السعودية لعام 2024
رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 2024