طقس العرب – تبدأ الهيئة العامة للطرق في السعودية الاستفادة من مخلفات “نواتج هدم البناء” في تصميم طرق المدن، كجزء من جهودها لتحسين جودة شبكة الطرق ورفع مستويات السلامة فيها. يتم أخذ عاملين رئيسيين بعين الاعتبار عند تصميم الطرق، وهما “التغير المناخي” و”الاختلاف الجغرافي” لطبيعة مدن البلاد كافة. حيث يتم تصميم مواد إنشاء الطرق وعناصرها الكيميائية مثل الخلطات الإسفلتية وكميات التربة والركام، وتحديد نوع الطبقة الإسفلتية، وفقًا لمتطلبات المناخ والجغرافيا المحلية.
اختلاف الطبقات الإسفلتية حسب المواقع
كما كشفت جولة ميدانية في المركز السعودي لأبحاث الطرق واختبارات الرصف المتعجلة، أن الطبقات الإسفلتية المستخدمة في العاصمة الرياض تختلف عن تلك المستخدمة في مدينة الدمام شرق السعودية أو تبوك في شمال البلاد. تفرض معطيات التغير المناخي وطبيعة تضاريس المدن ضرورة صناعة طبقات إسفلتية ملائمة لكل مدينة لضمان استدامتها وسلامة سالكي الطرق.
معايير دقيقة لمشاريع الطرق
يعمل المهندسون في المركز السعودي لأبحاث الطرق واختبارات الرصف على وضع معايير دقيقة للمواصفات الفنية المحددة لمشاريع الطرق في السعودية. يتم ذلك من خلال دراسة الطرق، وتنفيذ اختبارات الرصف باستخدام أجهزة القياس، وتحديد نوع الطبقة الإسفلتية المناسبة، ومدى ملاءمتها للظروف المناخية المختلفة في بعض المدن، بالإضافة إلى إجراء اختبارات للتربة المستخدمة.
![](https://livelovesaudi.net/wp-content/uploads/2024/10/Screenshot-2024-10-15-155814.png)
الاستفادة من مخلفات الهدم
في إطار تحسين جودة الطرق، كشف المركز السعودي لأبحاث الطرق عن بدء دراسة بحثية متقدمة تهدف إلى تصميم طبقات الإسفلت بالاستفادة من نواتج هدم البناء. يُعتبر هذا الابتكار من أحدث ما توصل إليه المركز، الذي يُعد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط في تنفيذ اختبارات أبحاث الطرق ويقع مقره في الرياض. يُلاحظ أن جميع العمليات التنفيذية لطرق السعودية تجري في هذا المركز، حيث تتم التجارب البحثية والدراسات العلمية لضمان جودة الطرق وتحقيق شروط السلامة.
الأقسام الرئيسية في المركز
يضم المركز خمسة أقسام رئيسية، تتولى جميعها تنفيذ اختبارات مراجعة المواد المستخدمة في صناعة الطرق. تشمل هذه الأقسام: قسم الرابط الإسفلتي، قسم الخلطات الإسفلتية، قسم الكيمياء، قسم التربة والركام، وقسم الأبحاث ودراسة العينات الإسفلتية. تهدف هذه الأقسام إلى ضمان نجاح المواد المستخدمة في صناعة الطرق، والتأكد من مطابقتها للمعايير المطلوبة لتفادي الحوادث الناتجة عن استخدام مواد غير مناسبة.
اختبارات شاملة لجميع أنواع الطرق
تخضع جميع أنواع الطرق في السعودية لاختبارات المركز السعودي لأبحاث الطرق واختبارات الرصف المتعجلة، التابع للهيئة العامة للطرق. يتم دراسة واختبار المواد الأولية مثل التربة والركام والمواد اللاصقة، بالإضافة إلى تقييم الدهانات الملونة وتحديد مستوى الطين، وذلك وفقًا لمعايير فنية صارمة، كما أظهرت الجولة الميدانية.
ابتكار آليات فعالة
يقول المهندس أيمن الحويطان، مدير عام المركز، إن “مركز أبحاث الطرق واختبارات الرصف” يهدف إلى المحافظة على شبكات الطرق من خلال ابتكار آليات الإصلاح وفقًا للحالة الإنشائية لمسار الطريق والأحمال المرورية المعرضة لها. يتم تطوير خلطات إسفلتية مطورة لمعالجة العيوب السطحية، مما يقلل من مقاومة الانزلاق.
أجهزة متقدمة للاختبارات
يمتاز المركز بوجود أجهزة متقدمة لإجراء الاختبارات وتقييم أداء طبقات الرصف. يحتوي المركز على “جهاز محاكاة الأحمال المرورية الثقيلة” الذي يُستخدم لمحاكاة الأحمال المرورية، مما يسرع من تقييم أداء مقاطع الرصف وفعالية المواد والأساليب المستخدمة.
التحديات الناتجة عن الكثبان الرملية
يشير المهندس أيمن الحويطان إلى أن “الكثبان الرملية” تمثل تحديًا كبيرًا أمام شبكة الطرق، مشيرًا إلى أن الهيئة لديها دراسات علمية وأبحاث تهدف إلى تقليل أثر هذه المشكلة. في العام الماضي، قامت الهيئة بإزالة أكثر من 11 مليون متر مكعب من الكثبان الرملية.
جودة وسلامة الطرق
طبقًا لنتائج الجولة الميدانية، يدرس مركز الأبحاث بعناية المواد الكيميائية المستخدمة في إنشاء الطرق، ويخضعها للاختبار بشكل متكرر لضمان تحقيق معايير “الجودة والسلامة” المطلوبة في القطاع. لضمان مستويات السلامة، يتم اعتماد علامات السلامة في الطرق، مثل اللوحات الإرشادية وما يعرف بـ”عيون القطط”، فضلاً عن الدهانات، والتي تُصنع محليًا.
أهداف الهيئة العامة للطرق
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للطرق تعمل على تحقيق مستهدفات استراتيجية قطاع الطرق المعتمدة من قبل مجلس الوزراء السعودي، والتي ترتكز على السلامة والجودة، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار في قطاع الطرق.
شاهد أيضا:
قمر الصياد.. أحد أكبر وألمع الأقمار في 2024 يظهر في هذا الموعد
أكثر الأماكن جفافًا في العالم الصحراء الكبرى تغمرها المياه.. مشاهد لم ترَها المنطقة منذ عقود