في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز قطاع الطاقة وتوطينه، تم توقيع 107 اتفاقيات ومذكرات تفاهم استراتيجية في مجال الطاقة، بقيمة إجمالية تصل إلى 104 مليارات ريال سعودي (27.7 مليار دولار)، وقد جاء هذا الحدث في إطار ملتقى توطين قطاع الطاقة الذي عُقد تحت شعار “تمكين التوطين لإمدادات الطاقة” في العاصمة الرياض، ويستمر لمدة يومين، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، على أهمية هذه الاتفاقيات، حيث أشار إلى أن استراتيجية رؤية السعودية 2030 جعلت من توطين الطاقة ركيزة أساسية لضمان استدامة وأمن مستقبل الطاقة في البلاد، وأوضح أن الطاقة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي المحرك الأساسي الذي يدفع عجلة الصناعة والتنمية ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي، يُقدّر الأثر الاقتصادي الكلي لقطاع الطاقة بنحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يجعل توطين الطاقة خطوة استراتيجية تفتح الطريق أمام مبادرات مشابهة في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى.
شاهد أيضاً: قائمة بأكبر 5 صناعات في المملكة العربية السعودية
المبادرات الاستراتيجية في توطين الطاقة
تطرق الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى عدد من المبادرات الهامة المتعلقة بتوطين الطاقة، مثل برنامج “اكتفاء” الذي تُنفذه شركة أرامكو، وبرنامج “نساند” الذي تدعمه شركة سابك، بالإضافة إلى برنامج “بناء” الذي تطلقه الشركة السعودية للكهرباء، تهدف هذه البرامج إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية 2030.

أهداف المملكة في توطين الطاقة
تسعى المملكة إلى توطين ما نسبته 75% من قطاع الطاقة بحلول عام 2030، وهو هدف يتطلب إنتاج غالبية المعدات والتكنولوجيا المستخدمة في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة محليًا، تعد هذه الأهداف جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الدخل من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة مثل الصناعة والسياحة والخدمات والتكنولوجيا.
تحدث الوزير عن التحديات التي واجهتها سلاسل الإمداد خلال جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن الأزمة كشفت عن المخاطر الناتجة عن الاعتماد على المصادر الخارجية، لذا، فإن توطين قطاع الطاقة يُعتبر استجابة استراتيجية لتقليل هذه المخاطر وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي.
الموقع العالمي للسعودية في إنتاج النفط
تُعتبر المملكة العربية السعودية ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم، حيث يبلغ متوسط إنتاجها اليومي أكثر من 11 مليون برميل وفقًا لبيانات شركة أرامكو السعودية لعام 2023، هذا الموقع الاستراتيجي يعزز من قدرة المملكة على توطين صناعة الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يمثل هذا الملتقى فرصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الشركات والجهات المعنية، تنظمه وزارة الطاقة السعودية بالتعاون مع شركة أرامكو والشركة السعودية للكهرباء وشركة سابك، ويجمع بين المسؤولين الحكوميين والخبراء في مجال الطاقة والقطاعات الصناعية المختلفة، إن توقيع هذه الاتفاقيات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة المملكة على تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة وتوطين الصناعات المرتبطة به، مما يعكس التزام المملكة بالاستثمار في مستقبلها الاقتصادي وفتح آفاق جديدة للنمو.
من خلال التوجه نحو توطين الطاقة، تأمل السعودية في تعزيز استقرارها الاقتصادي وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
شاهد أيضاً:
السياحة في السعودية: أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها هناك
أفضل 7 أماكن السياحة في العلا لاتفوتك زيارتها 2024
دليل السياحة في القصيم: 5 أماكن يجب عليك زيارتها