تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الدول المستقطبة للعمالة الوافدة في العالم، حيث تمثل هذه العمالة جزءًا أساسيًا من القوة العاملة التي تسهم في بناء اقتصاد المملكة وتعزيز تطورها، ويعود هذا التنوع الكبير في الجنسيات إلى النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته السعودية على مدى العقود الماضية، خاصة في ظل مشاريع التطوير والتوسع الاقتصادي المرتبطة برؤية 2030، وكما أن موقع المملكة الجغرافي وكونها مركزًا دينيًا عالميًا يزيد من جاذبيتها للعديد من الجنسيات، ووفقًا لإحصائيات حديثة صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، يعيش في المملكة ما يزيد عن 13.5 مليون مقيم ينتمون لأكثر من 175 جنسية مختلفة، مما يجعل السعودية نموذجًا للتنوع الثقافي والاندماج المجتمعي.
وتتصدر خمس جنسيات رئيسية قائمة الأجانب الأكثر عددًا في المملكة، حيث يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي السكان غير السعوديين، ويساهم هؤلاء المقيمون في دعم العديد من القطاعات الحيوية، مثل البناء، والخدمات، والتعليم، والرعاية الصحية، مما يجعلهم جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في السعودية، ودعونا نسلط الضوء على أبرز هذه الجنسيات وأعدادهم، مع تحليل العوامل التي ساهمت في تصدرهم لهذه القائمة.
أعداد الأجانب في السعودية حسب الجنسيات:

- الجالية البنغلاديشية:
- يبلغ عدد المقيمين البنغلاديشيين في المملكة حوالي 2.11 مليون شخص، ما يجعلهم الجالية الأكبر.
- تمثل العمالة البنغلاديشية نسبة 15.8% من إجمالي العمالة الأجنبية.
- تتركز في قطاعات مثل البناء، والخدمات العامة، والوظائف اليدوية، حيث تُعرف بالمهارة والتكلفة التنافسية.
- الجالية الهندية:
- تحتل المرتبة الثانية بعدد يبلغ حوالي 1.88 مليون شخص، بنسبة 14.1% من إجمالي العمالة الأجنبية.
- تُعد الهند من أبرز الدول المصدرة للعمالة الماهرة، مما يجعل الهنود يشغلون وظائف مختلفة تتراوح بين المهن البسيطة والوظائف القيادية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصحة والهندسة.
- الجالية الباكستانية:
- عدد المقيمين الباكستانيين يُقدر بـ1.81 مليون شخص، بنسبة 13.6% من إجمالي المقيمين.
- يشتهر الباكستانيون بوجودهم البارز في قطاعات مثل البناء، والتجارة، والطب، بالإضافة إلى شغل وظائف تقنية وإدارية متقدمة.
- الجالية اليمنية:
- يبلغ عدد المقيمين اليمنيين حوالي 1.8 مليون شخص، بنسبة 13.5%.
- تعود هذه النسبة المرتفعة إلى القرب الجغرافي والروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، ويتركز اليمنيون في قطاعات الزراعة، والخدمات التجارية، والمشروعات الصغيرة.
- الجالية المصرية:
- عدد المصريين المقيمين يصل إلى حوالي 1.4 مليون شخص، ما يمثل 11% من إجمالي العمالة الأجنبية.
- تنتشر العمالة المصرية في مجالات متنوعة، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والهندسة، والبناء، مستفيدة من العلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
العوامل المؤثرة في هذه الأعداد:

- التطور الاقتصادي: أدت مشاريع التوسع الكبرى في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة إلى ارتفاع الطلب على العمالة الأجنبية.
- التعاون السياسي والاقتصادي: ترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع الدول المصدرة للعمالة، مثل الهند وباكستان ومصر، مما يسهل حركة الأيدي العاملة بين هذه الدول.
- القرب الجغرافي: بالنسبة لليمن ومصر، يسهل القرب الجغرافي انتقال العمالة، مما يؤدي إلى تزايد أعداد الوافدين.
- احتياجات السوق: رغم التركيز على توطين بعض القطاعات ضمن رؤية 2030، لا يزال السوق السعودي بحاجة إلى العمالة الوافدة لسد الفجوات في المهارات والتخصصات.
شاهد أيضاً:
أهم الأماكن السياحية في السعودية
أبرز الشركات السياحية في المملكة العربية السعودية
أفضل المعالم السياحية لاستكشافها خلال إجازة اليوم الوطني السعودي