تزخر قلاع وحصون السعودية بتاريخ غني يعكس صمود الإنسان السعودي منذ آلاف السنين في وجه التحديات. من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، تنتشر هذه القلاع والحصون كأنها صفحات حية من تاريخ المملكة، تحفظ ذاكرة المكان والإنسان. فهي لم تكن مجرد تحصينات عسكرية، بل مراكز سياسية وثقافية واقتصادية في مراحل مختلفة من الزمن.
وتمثل قلاع وحصون السعودية جزءًا لا يتجزأ من التراث الوطني، وتشكل محطات جذب للباحثين عن التاريخ، ومحبي العمارة التقليدية، والمغامرين الباحثين عن الجمال في عمق الصحراء والجبال. وفيما يلي أبرز هذه القلاع والحصون التي توثق حكايات البطولة والهوية السعودية.
أهم وأبرز القلاع والحصون في السعودية:

قلعة تاروت: شاهدة على التاريخ العريق
في جزيرة تاروت شرق السعودية، تقع واحدة من أقدم القلاع في المملكة. قلعة تاروت التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، بنيت على تلة تطل على الخليج العربي، مما أعطاها ميزة استراتيجية للدفاع عن الجزيرة. لا تزال جدرانها السميكة وأبراجها تحكي عن فترات ازدهار وصراع، مما يجعلها محطة مهمة في مسار استكشاف تاريخ المنطقة الشرقية.
قلعة تبوك: معلم في قلب الصحراء
تقف قلعة تبوك وسط المدينة كمعلم بارز وأثر من العهد العثماني، وكانت محطة للحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة. تتميز بتصميم معماري بسيط وفعال، وباحتوائها على مسجد صغير وبرج مراقبة. وقد جرى ترميمها حديثًا لتكون مركزًا ثقافيًا يعرض تاريخ المدينة ودورها في الحركات التجارية والدينية.
قلعة وادرين: قصص من الماضي البعيد

تقع قلعة وادرين في محافظة الأفلاج، وقد لعبت دورًا مهمًا في حماية القوافل والمسافرين عبر الصحراء. تميزت بتصميمها الدفاعي البسيط لكنها كانت فعالة للغاية في صد الغزوات وتأمين الطريق القديم. اليوم، تحولت إلى معلم أثري يعكس البُعد العسكري والاجتماعي في العصور الإسلامية المبكرة.
حصن أبي: حامي الحمى
في جبال عسير الشاهقة، يبرز حصن أبي كحصن جبلي استخدمه الأهالي للدفاع عن قراهم في وجه الأعداء. بني بأسلوب يتناغم مع طبيعة المنطقة الجبلية، باستخدام الصخور والطين، ويطل على الأودية المحيطة، مما وفر له موقعًا يصعب اختراقه. يعكس هذا الحصن التصميم المحلي الفريد ويُجسد روح الصمود.
حصن الأبلق: رمز الشموخ والقوة

يشتهر حصن الأبلق في تيماء بارتباطه بالشاعر الجاهلي السموأل بن عادياء، ويعد من أبرز الحصون التي تعود إلى ما قبل الإسلام. ما يميز هذا الحصن هو استخدام الأحجار البركانية في بنائه، بالإضافة إلى تخطيطه المعماري الذي يعكس معرفة متقدمة بفنون التحصين. لا يزال هذا الموقع الأثري يجذب الزوار والمهتمين بالتاريخ العربي القديم.
قلعة الأزلم: تاريخ محفور في الصخر
في عمق صحراء تبوك، تقع قلعة الأزلم، وهي إحدى القلاع الصحراوية التي لعبت دورًا في تأمين طريق الحجاج القادمين من الشام. بنيت بأسلوب متين باستخدام الحجارة المحلية، وتتميز ببساطتها المعمارية وموقعها النائي. رغم قسوة البيئة، لا تزال القلعة صامدة، شاهدة على براعة الإنسان في التكيف مع الظروف الصحراوية القاسية.
شاهد أيضاً:
5 أماكن تاريخية رائعة في الرياض عليك زيارتها
اكتشف 5 من أهم المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية
أهم المناطق التاريخية بجدة