في خطوة تعكس قوة العلاقات السعودية-الأمريكية وتحولها نحو مرحلة أكثر عمقًا واستراتيجية، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض خلال زيارة رسمية حملت ملفات بالغة الأهمية للدفاع والاقتصاد والطاقة.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ أكثر من سبع سنوات، ما يجعلها محطة لافتة في مسار العلاقات بين البلدين.
تعزيز الشراكة الدفاعية وبيع مقاتلات F-35

شهدت الزيارة إعلانًا بارزًا من الجانب الأمريكي بشأن الموافقة على بيع مقاتلات F-35 المتطورة للمملكة، وهي خطوة وصفتها الصحافة العالمية بأنها “تحول كبير” في مستوى التعاون الدفاعي بين الرياض وواشنطن. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز قدرات السعودية العسكرية، وتوسيع دوائر ردع التهديدات الإقليمية، وترسيخ التعاون الأمني بين الحليفين.
استثمارات ضخمة وطموحات اقتصادية مشتركة
حملت المباحثات أيضًا بُعدًا اقتصاديًا واسعًا، إذ تم الاتفاق على توسيع الاستثمارات السعودية داخل الولايات المتحدة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وتم فتح مجالات جديدة للتعاون في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والطاقة النظيفة، بما يعكس التوجه السعودي نحو اقتصاد قائم على المعرفة الابتكارية وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.
الطاقة النووية المدنية على طاولة الحوار
كان ملف الطاقة النووية المدنية حاضرًا بقوة، وسط مباحثات تتعلق بنقل التكنولوجيا والاستخدامات السلمية للطاقة بما يمكن المملكة من تعزيز أمنها الطاقي، وتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة المحلي. ويأتي ذلك في ظل سعي السعودية لإطلاق مشاريع نووية آمنة تخدم التنمية والصناعة المستقبلية.
ارتقاء جديد في مكانة السعودية عالميًا
أعلنت الولايات المتحدة خلال الزيارة منح السعودية صفة “حليف رئيسي خارج الناتو”، وهي خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية، وتؤكد الثقة الدولية في الدور السعودي المتنامي سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا. كما تعكس إدراك واشنطن لأهمية الرياض بوصفها قوة إقليمية مؤثرة وشريكًا محوريًا في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
زيارة ترسم ملامح مرحلة جديدة
لم تكن الزيارة مجرد بروتوكول سياسي، بل محطة مفصلية تعكس تحولاً في شكل التعاون الدولي الذي تقوده السعودية، ورغبتها في بناء شبكة شراكات عالمية متوازنة تخدم التنمية الوطنية وتعزز أمن المنطقة.
كما تشير نتائج القمة إلى أن المستقبل القريب سيشهد إطلاق مشاريع مشتركة على مستويات متعددة، بما ينعكس على الاقتصاد السعودي، والاستثمار الأجنبي، والتعاون الدفاعي، والأمن الإقليمي.
شاهد أيضاً:
الأمير محمد بن سلمان بعد فوز الرياض بـ “إكسبو 2030”: سنقدم نسخة غير مسبوقة
تعرف على أبرز إنجازات الأمير محمد بن سلمان
كم راتب الملك سلمان بن عبدالعزيز في الشهر ؟
