عندما نتحدث عن المملكة العربية السعودية، يخطر ببالنا مباشرةً الرياض كعاصمة سياسية وإدارية للمملكة اليوم، لكن ما لا يعرفه البعض أن الرياض تُعد العاصمة الثانية في تاريخ السعودية بعد مدينة الدرعية، التي كانت مهد الدولة السعودية الأولى.
من الدرعية إلى الرياض: انتقال العاصمة
الدرعية لعبت دور العاصمة الأولى في بدايات تأسيس الدولة السعودية، لكنها تعرضت للسقوط بعد الحملات العثمانية، ومع بداية مرحلة التوحيد الحديثة بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود، أعاد الأمير تركي بن عبد الله إحياء الدولة السعودية الثانية واختار الرياض مقرًا للحكم في عام 1824م، بعد أن تمكن من استعادتها.
كان اختيار الرياض منطقيًا لعدة أسباب، فهي مدينة محصنة نسبيًا بأسوارها، مألوفة للأمير تركي الذي كان أميرًا عليها سابقًا، إضافةً إلى موقعها الجغرافي في قلب الجزيرة العربية الذي جعلها نقطة استراتيجية للسيطرة والتوسع.
لماذا سُميت بالرياض؟
كلمة “الرياض” مشتقة من كلمة “روضة” أي المروج الخضراء، وهو اسم يعكس طبيعة المنطقة التي اشتهرت بخصوبتها نسبيًا مقارنةً بمحيطها الصحراوي، بفضل الأودية والمياه التي كانت تتجمع فيها وتمنحها طابعًا زراعيًا مميزًا.
موقع ومناخ
تقع الرياض في وسط شبه الجزيرة العربية على ارتفاع يقارب 600 متر فوق سطح البحر، مما يمنحها مناخًا صحراويًا قاريًا يتمثل في حرارة شديدة صيفًا وبرودة ملحوظة شتاءً، مع قلة في معدلات الأمطار.
الرياض اليوم: من واحة إلى مدينة عصرية
تحولت الرياض من بلدة محاطة بالأسوار إلى واحدة من أسرع المدن نموًا في العالم. فهي اليوم مركز للحكومة ومقر للوزارات والسفارات والمنظمات الدولية، كما تضم مؤسسات تعليمية وثقافية بارزة، وأسواقًا مالية ضخمة جعلتها قطبًا اقتصاديًا في المنطقة.
إلى جانب ذلك، تحتضن المدينة مشاريع كبرى مثل مشروع الرياض آرت، وبرج الرياض الذي يُعد من أبرز المعالم العمرانية الحديثة، فضلًا عن كونها موطنًا لعدد من المراكز التجارية والجامعات المرموقة.
إذن، يمكن القول إن الرياض هي العاصمة الثانية للمملكة العربية السعودية بعد الدرعية، وقد لعبت دورًا محوريًا في مسيرة توحيد البلاد وتطورها. واليوم، أصبحت الرياض مدينة عالمية تمزج بين إرثها التاريخي العريق وتطلعاتها المستقبلية نحو الحداثة.
أفضل الأماكن التاريخية في جدة
دليل حديقة الشلال الترفيهية بجدة
دليل السياحة في جدة 2025
قهوة استثنائية وأطباق لذيذة لتناول الفطور في جدة