في قلب الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، حيث تلتقي الرمال الذهبية بمياه البحر الأحمر الفيروزية، يتشكل أحد أكثر المشاريع السياحية طموحًا في العالم: كورال بلوم، ليست مجرد جزيرة، بل حلم سعودي يتحقق على أرض الواقع، حيث تتناغم الفخامة مع الطبيعة، ويعيد التصميم المستدام تعريف معنى التجربة السياحية.
جزيرة “شريرة”، بوابة مشروع البحر الأحمر، تتخذ شكل الدولفين عند النظر إليها من الأعلى، ما يعكس العلاقة العميقة بين الأرض والبحر في هذا المكان الساحر، ومن رحم هذه الجزيرة وُلدت فكرة “كورال بلوم” — الاسم الذي يعني “ازدهار المرجان” — في إشارة إلى ثراء الحياة البحرية وجمال الشعاب المرجانية في المنطقة.
قام بتصميم المشروع مكتب “فوستر وشركاؤه” البريطاني الشهير، مستلهمًا رؤيته من التنوع البيولوجي الفريد للجزيرة، ومؤكدًا على الحفاظ على الأشجار الساحلية مثل المانجروف، التي تلعب دورًا محوريًا في حماية البيئة من التآكل والانجراف.
وجهة فاخرة صديقة للبيئة
كورال بلوم ليست مجرد مشروع معماري مبهر، بل هي دعوة للاسترخاء في حضن الطبيعة، مع 11 فندقًا ومنتجعًا فاخرًا، ملعب جولف بـ 18 حفرة، بحيرات صناعية، وشواطئ جديدة تمزج بين الراحة والمتعة البصرية. كل ذلك ضمن إطار بيئي صارم يهدف إلى الحفاظ على 75% من الجزر دون مساس، وتوفير طاقة متجددة 100% من خلال أكبر منشأة لتخزين الطاقة المتجددة في العالم.

نقطة انطلاق لرؤية أوسع
كورال بلوم ليست مجرد مشروع مستقل، بل جزء من رؤية البحر الأحمر الأوسع، التي تمتد على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، وتضم أكثر من 90 جزيرة بكر، منها 22 جزيرة فقط خُصصت للتطوير بعناية. المشروع يقف على مسافة قريبة من مواقع تاريخية وثقافية مثل مدائن صالح في العلا، وجبل اللوز، ما يفتح آفاقًا سياحية شاملة تجمع بين الطبيعة، التاريخ، والضيافة الفاخرة.
محرك اقتصادي واستثماري
المشروع يشكل أحد روافد صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق التنويع الاقتصادي، من خلال فتح أبواب الاستثمار للقطاع الخاص، وتوطين التقنيات في مجالات مثل الطاقة المتجددة، وإدارة المياه والنفايات. كما سيوفر عند اكتماله بحلول عام 2030 أكثر من 50 منتجعًا وفندقًا، إلى جانب 1300 وحدة سكنية، ومطار دولي قادر على استقبال مليون زائر سنويًا.
كورال بلوم… بوابة السعودية الجديدة
بهويته البصرية الفريدة، ومقوماته البيئية والتقنية، يشكل كورال بلوم علامة فارقة في مسار المملكة نحو الريادة السياحية العالمية. إنه ليس فقط وجهة للزيارة، بل تجربة عميقة تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وترسم ملامح مستقبل السياحة المستدامة.
شاهد أيضاً:
مشروع القدية الرياض: الموقع والمرافق
جزيرة لاحق 2028: أول جزيرة سكنية خاصة في السعودية
كل ما نعرفه عن المجمع الملكي للفنون في حديقة الملك سلمان