يعد العود أحد أبرز الرموز العطرية في المملكة العربية السعودية، حيث يتميز برائحته الفريدة ذات الطابع الخشبي الدافئ الذي يعبّر عن الأصالة والفخامة.
ويعرف العود منذ القدم كأحد أثمن المواد العطرية في العالم، حتى أن سعره قد يفوق سعر الذهب أحيانًا، نظرًا لندرته وصعوبة استخراجه.
يعتبر العود جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والاحتفالات في السعودية، إذ يرتبط بالمناسبات الدينية والاجتماعية، ويستخدم في تعطير المنازل والمساجد، وكذلك في تقديمه كهدايا قيّمة تدل على الاحترام والتقدير.
تاريخ العود في السعودية

يمتد تاريخ العود في الثقافة السعودية إلى ما قبل نشأة الدولة الحديثة، حيث ارتبط بالطقوس الدينية منذ زمن النبي محمد ﷺ الذي وصفه برائحة الجنة. كان يستخدم في التطهير قبل الصلاة وفي الاحتفالات، وانتشر مع توسع الحضارة الإسلامية ليصبح رمزًا للرفاهية والسمو.
وقد ذكر العود في كتابات الرحالة العرب مثل ابن بطوطة الذي تحدث عن استخدامه في العلاج والتطيب. وظل العود مادة عطرية أساسية لدى العرب عبر العصور، يتم تداولها في الأسواق الكبرى على طريق الحرير.
العود في الحياة اليومية
في السعودية، لا يقتصر استخدام العود على المناسبات الكبرى، بل هو جزء من الحياة اليومية. ففي الأعياد والمناسبات الخاصة، يملأ دخان العود أجواء البيوت مرحبًا بالضيوف، ويقدم كهدية في أفخر صوره، سواء كخشب طبيعي غير مقطوع أو كزيوت عطرية مركزة في زجاجات فاخرة.
وكما يستخدم العود في المساجد قبل الصلوات، لما له من أثر روحاني يجلب الطمأنينة. وبالنسبة للعائلات السعودية، اقتناء أنواع متعددة من العود أصبح بمثابة تقليد ثقافي يعكس الذوق الرفيع والمكانة الاجتماعية.
كيفية استخراج وتصنيع العود
العود يستخرج من شجرة العود (أغار)، ويعد إنتاجه أمرًا معقدًا، إذ إن أقل من 2% من هذه الأشجار تنتج الراتنج العطري الذي يشكل جوهر العود. عملية التخمير والتقطير تتطلب وقتًا طويلًا ومهارة عالية. ومن أشهر مصادره: الهند، كمبوديا، وإندونيسيا.
وتبدأ العملية بفرز الأخشاب حسب الجودة، ثم تقطيرها لاستخراج الزيت العطري الثمين، والذي يترك ليتبخر تحت شمس السعودية الحارقة حتى نحصل على أغلى أنواع الزيوت في العالم.
العود في الأسواق السعودية
تعتبر السعودية أكبر مستهلك للعود عالميًا، إذ تستورد كميات هائلة من الأخشاب والزيوت من آسيا. وتنتشر متاجر العود الفاخرة في الرياض وجدة، مثل العربية للعود والمجد، حيث تباع الزيوت والأخشاب بأنواعها. أما التجربة الأصيلة فتتمثل في زيارة الأسواق التقليدية مثل سوق الديرة بالرياض وسوق العلوي بجدة، حيث يملأ الدخان العطري أجواء الأزقة.

العود بين الأصالة والحداثة
لم يتوقف العود عند حد التراث، بل أصبح جزءًا من صناعة عطور عالمية، حيث تدخل زيته في تصنيع العطور الفاخرة الموجهة للأسواق الخليجية والدولية. كما انتشرت منتجاته بشكل عصري، مثل بخور العود، ومعطرات المنازل، والكريمات المعطرة.
شاهد أيضاً:
أفضل 5 شركات للعطور في السعودية
أفضل 8 ماركات عطور سعودية تفوح بالفخامة والأصالة
أفضل 10 ماركات العطور في السعودية
